بعد وصول الذهب 3600.. العزوبية أرحم ولا إيش؟
ارتفعت أسعار الذهب العالمية إلى مستويات غير مسبوقة، حيث تجاوزت الأونصة الواحدة حاجز 3600 دولار، وهو أعلى مستوى يصل إليه المعدن الأصفر في التاريخ الحديث. هذا الارتفاع أثار اهتمامًا واسعًا، خصوصًا بين الشباب المقبلين على الزواج، في ظل ارتباط الذهب تقليديًا بالخطبة وتكاليف الزواج، ما يزيد العبء المالي على الشباب والعائلات.
خبراء الاقتصاد أوضحوا أن ارتفاع الذهب جاء نتيجة عدة عوامل متزامنة، أبرزها ضعف الدولار الأمريكي، الذي يجعل الذهب أرخص نسبيًا للمستثمرين الدوليين، بالإضافة إلى توقعات الأسواق بتخفيض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، ما يزيد من جاذبية الذهب كملاذ آمن لا يدر عوائد مالية مباشرة. كما ساهم الطلب المؤسسي المتزايد من البنوك المركزية في دول مثل الصين والهند وتركيا في دفع أسعار الذهب للارتفاع، إلى جانب التوترات الجيوسياسية العالمية التي تدفع المستثمرين للبحث عن أصول آمنة تحمي أموالهم من المخاطر الاقتصادية والسياسية.
ويتزامن هذا الارتفاع مع استمرار ارتباط الذهب في فلسطين والدول العربية بالخطبة والزواج، حيث يمثل جزءًا أساسيًا من تجهيز العروس والمهر. ومع وصول الأسعار إلى مستويات قياسية، بدأت فئة الشباب بطرح تساؤلات حول إمكانية الاستغناء عن الذهب في طقوس الزواج التقليدية، أو ما إذا كانت العزوبية أصبحت خيارًا ماليًا أكثر أمانًا في ظل هذه الأسعار المرتفعة.
ويتوقع محللون اقتصاديون استمرار تقلب أسعار الذهب خلال الأشهر المقبلة، مع احتمال وصول المعدن إلى نطاق 3600–3900 دولار للأونصة، وربما أعلى في حال استمرار الأزمات الاقتصادية والجيوسياسية. ويشير الخبراء إلى أن ارتفاع الذهب قد يزيد من تكلفة الزواج ويؤثر بشكل مباشر على خطط الشباب لتأسيس أسر جديدة، ما يفتح نقاشًا حول ضرورة تعديل التقاليد والممارسات المرتبطة بالزواج في العصر الحالي.
ويظل ارتفاع الذهب إلى مستوى 3600 دولار مؤشرًا على استمرار تأثير العوامل الاقتصادية العالمية والمحلية على حياة الشباب، خاصة فيما يتعلق بالخطط الأسرية والزواج، ويطرح تساؤلات جدية حول كيفية التوفيق بين التقاليد وواقع الأسعار القياسي للذهب.