×

أخر الأخبار

في مكتب لم يجف طلائه بعد: يكافح سمارة لاقتناص فرص الذكاء الاصطناعي رغم التحديات

في مكتب صغير لم يجف الدهان فيه بعد، يجلس المهندس محمود سمارة بين دفاتر وأوراق منتشرة على الطاولة. الضوء الخافت يتسلل من النافذة، وحاسوبه المحمول مفتوح أمامه، يعيد النظر في آخر مشاريع شركته الناشئة التي تحاول إدخال الذكاء الاصطناعي إلى السوق الفلسطيني. يقول محمود بصوت يحمل مزيجًا من الحماس والإحباط: “التكنولوجيا تفتح آفاقًا واسعة أمام الشباب، لكن الواقع عندنا مختلف… القيود، البنية التحتية، وقلة الدعم تجعل الطريق طويلًا.”

محمود، الذي يملك خبرة واسعة في مجال البرمجيات، يؤمن أن الذكاء الاصطناعي هو مفتاح المستقبل، لكنه يواجه معاناة يومية مع التحديات التي تقف في وجه الشباب الفلسطيني. من صعوبة الوصول لأحدث الأدوات الرقمية إلى ضعف الإنترنت، كل ذلك يُبطئ من وتيرة التطور ويفرض قيودًا غير مرئية على الطموح.

بينما يشهد العالم ثورة تقنية تعيد تشكيل سوق العمل والتعليم، يجد الكثير من الشباب في فلسطين أنفسهم على هامش هذه التحولات. الجامعات تقدم تعليمًا نظريًا جيدًا، لكن الفجوة بين ما يُدرس وما يحتاجه سوق العمل ما تزال كبيرة، خصوصًا في مجالات الذكاء الاصطناعي والبرمجة المتقدمة. ونقص فرص التدريب العملي والتمويل يجعل الحلم بالتطوير المهني بعيدًا.

يقول محمود: “الشباب هنا طموحون ويملكون الأفكار، لكنهم يحتاجون لمن يدعمهم فنياً وماليًا. هناك مبادرات شبابية رائعة، مثل تطوير تطبيقات طبية ذكية أو محتوى تعليمي للأطفال، لكن هذه الجهود تحتاج إلى بيئة حاضنة ومستدامة.”

هذه المبادرات تعكس رغبة الشباب الفلسطيني في اختراق الحصار التقني وتحدي الواقع، ولكنها ليست كافية بدون دعم مؤسساتي قوي. يشير محمود إلى أن المستقبل يتطلب شراكات بين الجامعات، القطاع الخاص، والمؤسسات المدنية لتحديث المناهج، تحسين البنية التحتية، وتوفير فرص تدريبية تواكب الثورة الرقمية.

وسط هذه التحديات، تبقى إرادة الشباب الفلسطيني وقوة الابتكار لديهم أملًا حقيقيًا في تحويل الذكاء الاصطناعي من أداة تهميش إلى أداة تمكين، تساعدهم على بناء مستقبل مهني أفضل في عالم سريع التغير.

الأكثر قراءة