×

أخر الأخبار

مدارس تحت القماش… أطفال غزة يواصلون حلمهم بالتعليم وسط الركام

غزة – تلفزيون شمعة

يواصل أطفال قطاع غزة تعليمهم في خيام مؤقتة نُصبت داخل مراكز الإيواء، بعد تدمير مئات المدارس خلال العدوان المستمر منذ السابع من أكتوبر 2023، وسط ظروف معيشية وتعليمية تفتقر إلى الحد الأدنى من المقومات، في وقت حُرم فيه أكثر من 625 ألف طالب وطالبة من التعليم النظامي.

في مشهد وثقته كاميرا “تلفزيون شمعة”، يجلس عدد من الأطفال على الأرض داخل خيمة بلا نوافذ أو طاولات أو مقاعد، يتلقون دروسهم بوسائل بدائية، تحت إشراف معلمات متطوعات. يقول أحد الأطفال: “المسافة طويلة والحر شديد، لكن بنجي نتعلم”. وتقول طفلة: “بحلم أصير معلمة، وأدرس أطفال غزة”. الخيمة التي تحولت إلى صف دراسي تعكس واقعًا يتكرر في مختلف مناطق النزوح بالقطاع، حيث تحاول العائلات والكوادر التعليمية توفير الحد الأدنى من الاستقرار الدراسي رغم استمرار القصف ونقص الموارد.

وبحسب بيانات وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، فإن أكثر من 390 مدرسة ومؤسسة تعليمية تعرضت للتدمير الكامل أو الجزئي نتيجة القصف، فيما عجز طلبة الثانوية العامة عن تقديم امتحانات التوجيهي هذا العام بسبب غياب البيئة الآمنة والمرافق المؤهلة، الأمر الذي يهدد مستقبل جيل دراسي كامل. ومع انعدام البدائل الرسمية، ظهرت مبادرات أهلية ومجتمعية تعتمد على خيم أو مساحات ضيقة داخل مراكز الإيواء لتقديم محتوى تعليمي محدود في ظل إمكانات شبه معدومة.

ورغم قسوة الأوضاع، يواصل الأطفال الحضور إلى هذه الفصول البديلة، مدفوعين بإصرارهم على مواصلة التعليم وعدم الانقطاع، في رسالة واضحة بأن فقدان المباني لا يعني نهاية العملية التعليمية. المعلمات بدورهن، معظمهن نازحات، يعبّرن عن التزامهن بنقل المعرفة بأي وسيلة متاحة، ويطالبن بجهود دولية عاجلة لحماية التعليم في غزة ومنع ضياع مستقبل آلاف الطلبة.

مشاهد الأطفال في خيام بلا تجهيزات، يمسكون بأقلامهم تحت حرارة مرتفعة، تلخّص حجم الأزمة التي يواجهها القطاع التربوي في غزة، وتفتح أسئلة كبرى حول دور المؤسسات الإنسانية والتعليمية في إنقاذ ما يمكن إنقاذه، في منطقة ما تزال تخوض صراعًا يوميًا من أجل البقاء.

إضافة-عنوان-51-1-1024x320 مدارس تحت القماش... أطفال غزة يواصلون حلمهم بالتعليم وسط الركام

الأكثر قراءة