حواجز الاحتلال في الضفة الغربية تبني العجز في نفسية المواطنين وصعوبة التنقل

بعد مرور نحو ثمانية أشهر على الحرب على غزة والضفة الغربية، لا تزال حواجز الاحتلال العائق في التنقل بين محافظات الضفة الغربية، لا سيما بزيادتها ما قبل الحرب، فحاجز دير شرف الذي يربط بين محافظات شمال الضفة الغربية تشتد عليه الأزمة والتضييق والتنكيل.

يقول يوسف الذي يسكن في أحد قرى محافظة شمال نابلس لتلفزيون شمعة، “أنا هم الحواجز عندي صار أكبر من هم العيدية، أنا بنت اختي متجوزة في قلقيلة مش عارف كيف بدي اوصلها، وهاي العيد الثاني موصلتهاش بسبب الحواجز وحاسس ضميري يأنبني”.

” بدناش نحكي تفاصيل كثيرة عن الوضع المادي والله يعلم كيف الواحد دبر حالو بهالعيد ويلي قبلو، بس على الأقل قدرنا ندبر شوية هالفلوس نعيد فيهم الأطفال الصغار، همي ما بعرفوا شو يعني حرب ولا بعرفوا إنو ما في عيد ومليان شهداء، هذول أطفال و بالنهاية لحظة من عمرهم وحقهم ينبسطوا”

وتعيش الضفة الغربية منذ بداية الحرب حالة اقتصادية سيئة خاصة مع الركود الاقتصادي وارتفاع معدلات البطالة، حيث إرتفعت نسبة البطالة إلى 32% بالضفة الغربية بحسب جهاز الإحصاء الفلسطيني وذلك في الربع الرابع من عام 2023 مقارنة مع 13% من الربع الثالث من ذات العام، ووصل عدد العاطلين عن العمل إلى 317 ألف في الربع الرابع لعام 2023.

يضيف يوسف:” الواحد مش عارف من وين يلاقيها، تعليم أولاد ولا مصروف بيت ولا أعياد ومناسبات، هاي عيدين بتدين فيهم لفلوس دين، إنت عارف مجتمعنا مش منيحة بحق زلمة يدخل على أختو أو بناتها أو أولادوا والايد فاضية، أنا فاهم إنو الوضع مش عليّ لحالي هيك، بس برضو نفسية الواحد كل ما بالها للأسوأ والله يعين أهلنا في غزة، إحنا مش شايفين هون ربعهم”.

يوسف هو واحد من بين آلآف الذين أحسوا بمرارة العيد في الضفة الغربية، لا سيما بغياب شعور الفرح عن وجهه، فكان يتحدث وشعور الحسرة تخرج من كلماته، فكان يقول وظهره منحني حيث أكواع يديه تلامس ركبتيه ورجله اليمنى قد أصابها التوتر والاهتزاز ” الواحد بهاي البلد بعرفش من وين يلاقيها، أنا عندي طلاب بدرسوا بالجامعات واجا العيد ومعرفتش أدبر لهم حق ملابس جديدة يعيدوا فيها، إشتريت للثنين الصغار بس لكبار قلت بجوز يتحملوا الوضع، بس مع هيك حاسس حالي ضعيف قدامهم، مش قادر أتخيل إني مقصر بحقهم”.

يوسف متزوج ولديه أربعة أبناء.
#تلفزيون_شمعة