×

أخر الأخبار

عاطف أبو بكر : خريج تمريض يطارد أحلامه على دراجة التوصيل.

في منزلٍ بسيط في بلدة يعبد جنوب غرب جنين، تعلّق شهادة بكالوريوس في التمريض من الجامعة الأمريكية على جدار غرفة الضيوف. هي ليست فقط وثيقة تخرّج، بل حكاية حلمٍ معلّق، لطالما راود عاطف أبو بكر، الشاب ذو الـ25 عامًا، الذي أنهى أربع سنوات من الدراسة والتعب والتضحيات… ليجد نفسه اليوم خلف مقود دراجة توصيل.

“كانت أيام الجامعة من أحلى أيام حياتي، رغم كل التعب والتوتر والضغوط، كنا نحلم بس نتخرج ونلاقي وظيفة”، يقول عاطف بنبرة تجمع بين الحنين والخذلان.
تخرج قبل سنوات، وبدأ منذ اللحظة الأولى رحلة البحث عن عمل في مجال تخصصه، طرق أبواب المستشفيات الحكومية والخاصة، وعمل عامًا في الإسعاف، وتطوّع لسنتين في إسعاف بلدة يعبد، كما استمر بأخذ دورات في الهلال الأحمر لتعزيز خبرته.

لكن كل ذلك لم يشفع له في سوق عمل مغلق، تحكمه “الواسطة”، كما يقول.
“في هاي البلد بدون واسطة صعب جدًا تتوظف… قدمنا كثير، ولسّا بنقدم وبنحاول، ما فقدنا الأمل، بس الواقع صعب”.

اليوم، يعمل عاطف في توصيل الطلبات. لا يخجل من ذلك، لكنه يتحدث بمرارة عن شهادةٍ “صارت عبء”، كما يصفها.
“اليوم الشهادة بس بتفيدك لما بدك تخطب، عشان تحكي لأهل البنت إني متعلم”.

عاطف ليس حالة استثنائية، بل نموذج لواقع يعيشه آلاف الخريجين الفلسطينيين الذين تكدّست شهاداتهم في البيوت، وتحطّمت طموحاتهم على جدار البطالة والمحسوبية.

الأكثر قراءة