×

أخر الأخبار

طالباً للطب منعته الحرب من التخرج

دكتور-حليل-غزة-1024x1024 طالباً للطب منعته الحرب من التخرج

كتب الأسير المُحرر والطالب الطبيب خليل سكيك من غزة بعد اعتقال دام أربعين يوم في سجون الاحتلال واصفاً عذاب السجن باللسان العاجز الذي يصعب على الذاكرة نسيانه.

“أنا خليل رفاء حيدر سكيك، طالب طب يستعد لتخرجه بشهادة طب عام بعد دراسة واجتهاد داما ست (6) سنوات، هذا السيناريو الذي كان يفترض أن أعيشه الآن لولا هذا الاحتلال الفـاشي”.

وتحدث خليل ما قبل الاعتقال فيقول:” بعد أن بدأت الحرب ولكثرة الإصابات والجرحى نتيجة العدوان الصهيوني وقلة الكادر الطبي قررت التطوع في مستشفى الشفاء الطبي لمعالجة المرضى والجرحى، وفي الثامن عشر من مارس الثانية ونصف ليلاً اقتـحم الاحتلال الصهيوني المشفى وحاصره خلال مناوبتي الليلية ومن هنا بدأت القصة”.

ويضيف:” يوم الخميس 21/ مارس كنت مع الكادر الطبي في قسم الطوارئ عندما استُدعي عدد من الأطباء بمن فيهم أنا للتحقيق.
وبعد تحقيق سئلت فيه عن أدق تفاصيل حياتي، سمح لي ضابط المخابرات بالمغادرة والعودة للمنزل الذي أنـ.ـزح فيه مع عائلتي، خرجت بلباس الاعتقال مكبل اليدين رافعاً يديّ فوق رأسي، ثم ما أن خرجت من بوابة المستشفى حتى تلقيت رصاصة من دبابة، شجّت رأسي وقطعت إصبعي الإبهام في اليد اليمنى وأجبرت على العودة إلى المستشفى.

واستكمل خليل:” لم تنته القصة بعد، في 23-مارس قرر الاحتلال السماح للمصابين والمرضى القادرين على المشي بالتوجه إلى مستشفى المعمداني، قررت الخروج معهم بصفتي مصـاب، وهنا اعـتقلني جيش الاحتلال الصهيوني بتهمة خلو سجل المصابين من اسمي”.

وتحدث خليل أثناء اعتقاله: “من الظهر وحتى قبيل العِشاء، ظللت مكبل اليدين معصوب العينين في أحد غرف المشفى، إلى أن جاءت الشاحنة التي تقِلُّ المعتقلين، وصلنا المعتقل قرابة منتصف الليل، ما زالنا مكبلي الأيدي معصوبي الأعين. كان جنود الاحتلال الصهـيوني يدفعون بالمعـتقلين من الشاحنة – بعلو طابق تقريباً – إلى الأرض”.

ويضيف : ” شاء القدر أن أقع على وجهي عندما جاء دوري لألقى من قِبل جنود الاحتلال، رائحة الدم تملأ أنفي وأشعر به يسيح من وجهي، ثم يتقدم جندي نحوي طابعاً حذائه على وجهي
نقلت إلى المعتقل بدمائي، وجهي ينزف، أنفي ينزف، أذنيّ تنزفان، أسناني كُسّرت. تمنيت الموت ألف ألف مرة لأنجو مما أنا فيه”.

خليل الذي أشتد عليه النزيف وتدهورت صحته، نقل لأحد المستشفيات للعلاج في 29 مارس، لاسيما إجباره على التوقيع لعملية تخدير، والأمر المحزن لخليل هو عدم وجود أحد من أهله بقربه سوى جنود الاحتلال وإهمالهم لصحته بعد العملية، فلم يعد يستطع المضغ، الأمر الذي زاد عذابه.

مضيفاً:” أعادوني إلى مسلسل القهر والعذاب في المعتقل، لم أتلق العلاج اللازم بعد العملية، تم إهمالي تماماً حتى في مسألة الطعام، فبعد العملية لم أكن أقدر على مضغ أي شيء، وبهذا خُصصت بعذابٍ جديد يضاف لقائمة العذابات السرمدية، فلم أتذوق طعام السجن السيء المقدَّم على طبقٍ من الذل والهوان”.

وتحدث خليل عن لحظات الحرية:” وبعد معاناة لا تحُدُّها الكلمات، أشرق فجر الحرية في الثاني من مايو في مدينة رفح، مبعداً عن أهلي، فاقداً إبهامي الأيمن، تصاحبني ست (6) كسور في فكيّ العلوي والسفلي، ويملأ الفراغ فمي بعد أن كُسّرت أسناني”.

“وها أنا أسير في الشوارع واضعاً يدي في جيبي، راكلاً كل شيءٍ بحذائي، أصوات الطائرات تحلق في السماء والقصـف يدوي من حولي. الحرب تشتد يوماً بعد يوم، أصحابي لم يُفرج عنهم بعد”.

وختمها داعياً برسالة إلى أصحابه” أسأل الله أن يمّن عليهم بالحرية سالمين غانمين، شكراً لكل من تذكرني بدعوة، شعرت بدعواتكم وصلواتكم تطوف حولي، تطمئن قلبي وتمسح على ألمي ، أختم بالحمد كما بدأت وأرجو من الله أن يزيح الغمة عن شعبنا وأهلنا.”

تلفزيون شمعة

الأكثر قراءة