بين النزوح والامتحان: معاناة طلبة التوجيهي النازحين في الضفة الغربية
يخوض نحو 46 ألف طالب وطالبة في الضفة الغربية امتحانات الثانوية العامة (التوجيهي) وسط ظروف قاسية فرضتها موجات النزوح المتكررة والتصعيد العسكري، فيما حُرم أكثر من 78 ألف طالب من غزة من التقديم للامتحانات للعام الثاني على التوالي، بسبب تدمير المدارس واستمرار العدوان. ووفق وزارة التربية والتعليم، استُشهد 137 طالباً في الضفة الغربية منذ أكتوبر الماضي، وأصيب 897 آخرون، فيما اعتُقل 196 من الكوادر التعليمية، ما جعل التحضير للامتحانات تحدياً كبيراً، خاصة في المخيمات مثل نور شمس وجنين التي شهدت اقتحامات واشتباكات متكررة.
الطلبة النازحون من هذه المخيمات يعانون فقدان البيئة الدراسية الطبيعية واضطرارهم للتنقل بين المدن والقرى بعيداً عن مدارسهم وبيوتهم. كما أن التعليم الإلكتروني الذي فُرض عليهم خلال فترة النزوح زاد من صعوبة التحصيل العلمي، وسط ضغط نفسي كبير وشعور دائم بعدم الاستقرار. ومع غياب الدعم النفسي الكافي وضعف الإمكانيات، تحوّل الاستعداد للامتحانات إلى معركة يومية يعيشها الطلبة بين النزوح ومحاولة التمسك بأحلامهم التعليمية.
تقول الطالبة آلاء رياض جمال من الفرع العلمي في مخيم نور شمس:
“نزحنا مرتين، مرة إلى المدينة ومرة أخرى إلى القرية. فترة النزوح كانت كثير صعبة وأثرت على دراستي نفسياً. كنت أنام برا بيتي ومش زي باقي الطالبات بناموا في بيوتهم. ما كنت أقدر أدرس ولا أركز، والتعليم الإلكتروني كان أصعب، لأن الفهم بالوجاهي أفضل بكثير.” وتضيف أن أيامها الأولى في النزوح كانت مليئة بالتعب النفسي، ولم تستطع العودة للدراسة إلا بعد شهر رمضان، بسبب الأوضاع غير المستقرة وبعدها عن عائلتها وجيرانها.
ورغم كل هذه التحديات، تواصل وزارة التربية والتعليم عقد الامتحانات وسط إجراءات خاصة لتأمين قاعات قريبة من أماكن نزوح الطلبة، بينما يواصل الطلاب مثل آلاء نضالهم للحفاظ على حلم النجاح، بين النزوح والخوف والضغط النفسي.