×

أخر الأخبار

“الولادة تحت النار”: نساء غزة يواجهن الموت قبل ولادة الحياة

في ظل واقع لا يشبه شيئًا سوى البقاء في منطقة رمادية بين الحياة والموت، تستعد آية من مخيم النصيرات في غزة لاستقبال مولودها الأول. غير أن لحظة الولادة التي عادة ما تُرافقها مشاعر الفرح والتوتر الطبيعي، تتحول في هذه الظروف إلى حالة من الخوف والقلق المستمر.

“أنا آية من النصيرات، أصبت بداية الحرب في 21/11/2025، وقضيت ثلاثين يومًا في المستشفى بين العمليات ووحدات الدم”، هكذا بدأت آية حديثها، وهي في شهرها التاسع، ترقب المجهول في خيمة تفتقر لأبسط مقومات الحياة.
“ابني استُشهد، وأمي وأختي كمان. والله الله يعوضنا خير. اليوم حامل، وعندي خوف من الجروح اللي بجسمي تأثر عليّ وقت الولادة، وكل شيء حوالينا بيزيد التوتر.”

آية ليست وحدها. مئات النساء الحوامل في غزة يُعانين ظروفًا صحية ونفسية صعبة، في ظل غياب بيئة آمنة وصحية لولادة أطفالهن. وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، هناك حوالي 55,000 امرأة حامل في غزة، ويحدث ما يقارب 130 ولادة يوميًا وسط أوضاع صحية صعبة.

تشير التقارير إلى أن 68% من النساء الحوامل يعانين مضاعفات طبية مثل التهابات المسالك البولية، فقر الدم، اضطرابات ضغط الدم، والولادة المبكرة، بينما يواجه النظام الصحي نقصًا حادًا في المعدات الطبية الضرورية كالعديد من أجهزة الموجات فوق الصوتية والحاضنات.

آية تروي معاناتها اليومية:
“بقعد بالخيمة، النمل والبعوض مش مخلينا نعرف ننام، حتى الحمام مش مريح، وبقدرش أمد حالي على فراش مثل الناس. والله الحياة صارت صعبة.”

تقول آية إن الأدوية والمستلزمات الطبية باهظة الثمن، وغير متوفرة بسهولة. وهي الآن بحاجة لملابس للمولود، وسرير، وحتى خيمة نظيفة.
“كل شيء غالي، والمستلزمات مش موجودة. ساعات بحس إن الحياة انعدمت، بس بقول يا رب.”

وتُوجه آية مناشدتها للعالم الخارجي:
“بتمنى الناس توقف معنا، إحنا عايشين من قلة. لا أكل، لا شرب، ولا أمان. بحتاج أواعي وسرير للمولود، على وجه ولادة وأنا مش عارفة شو أعمل.”

إضافة-عنوان-51-4-1024x320 "الولادة تحت النار": نساء غزة يواجهن الموت قبل ولادة الحياة

الأكثر قراءة