“الجرح الذي لم يمنعه من الإنقاذ”.. حمزة أبوحجر، تسع سنوات من التطوع والمخاطرة في سبيل إنقاذ الأرواح
في شوارع مدينة نابلس ومخيماتها وقراها، يتحرك حمزة أبوحجر بخفة المسعف وثقل التجربة. شاب بدأ رحلته في العمل التطوعي قبل تسع سنوات، بدافع بسيط لكنه نبيل: “أحب أساعد الناس”. ومع مرور السنوات، انتقل من التطوع العام إلى مجال الإسعاف الميداني، حيث تكشف الأيام وجه الحياة الأكثر قسوة وخطورة.
حمزة ليس مجرد مسعف، بل هو شاهد على مشاهد الألم والموت والمخاطرة. خلال عمله في اقتحامات الجيش للمدينة والمخيم، لم يكن طريقه مفروشًا إلا بالمجازفة. يروي أصعب لحظاته حين أُصيب أثناء محاولته إنقاذ أحد المصابين، ويقول: “في الميدان، كل شيء بيختلف عن التلفزيون.. الصورة مش كاملة إلا لما تعيشها”.
لم تكن إصابته الوحيدة التي أثّرت فيه، بل زملاؤه الذين أُصيبوا أيضًا، ومنهم من فقد حياته وهو يحاول إنقاذ الآخرين. “أصعب لحظة لما تشوف زميلك بين الحياة والموت، وإنت لسه لازم تكمل”، يقولها بحزن.
يواجه حمزة تحديات متكررة، أبرزها عدم تمكنه من الوصول للمصابين خلال الاقتحامات، وهو ما يصفه بأنه شعور بالحزن والعجز، بل ويصل إلى حد الاستفزاز. لكنه يؤمن أن هذه المهنة تتطلب “الجرأة وعدم الخوف”، فالتردد قد يكلّف حياة إنسان.
يختتم حمزة حديثه برسائل ملهمة:
للمسعفين الجدد، يدعوهم للتحلي بالروح الرياضية والتماسك تحت الضغط، وأن يتحلوا بالشجاعة لا بالتهور.
أما لأهل مدينته، فيطلب منهم التعاون مع الطواقم الطبية خلال الأزمات، وفتح الطريق أمام المسعفين، لأن كل ثانية قد تُنقذ حياة.
في زمنٍ تتعدد فيه المعارك، يبقى أمثال حمزة أبوحجر جنودًا في ساحة لا يحملون فيها سلاحًا، بل ضمادات وقلبًا لا يعرف التراجع.
