الأصدقاء السامين .. حين تتحول الصداقة إلى مصيدة لقتل الشخصية والطموح
ليس كل من يشاركك الضحك هو بالضرورة صديق، فبعض العلاقات التي تبدو في ظاهرها دعمًا وسندًا، تخفي في باطنها سمومًا تقتل فيك الثقة، والطموح، وحتى حب الذات. هؤلاء هم الأصدقاء السامّون، الذين يبطلونك من الداخل دون أن تشعر، يحوّلون قوتك إلى ضعف، وفرحتك إلى ذنب، ونجاحك إلى منافسة مريضة.
الصديق السام لا يفرح لك، بل يتخفى خلف ابتسامة مجاملة فيما يراقب خطواتك ليقلل منها، أو يشكك فيها. يدفعك للشعور بالتقصير مهما اجتهدت، وبالذنب إن فكرت بنفسك. هو ذاك الذي تخرج من لقائه مثقلاً، مرهقًا، مشوشًا… لا تعرف لماذا، لكنك تشعر بأنك أصبحت أقل.
الأخطر في هذه العلاقات هو أنها تُستنزف ببطء، دون صخب، إلى أن تفرغ من نفسك، وتبدأ بالتشكيك في قيمتك وقراراتك. هم لا يؤذونك مباشرة، بل يجعلونك تؤذي نفسك بصمت.
الشفاء يبدأ بالوعي. حين تلاحظ أن العلاقة لم تعد تبنيك بل تهدمك، حين تشعر أنك تصغر لا تكبر، تبهت لا تزهر، فقد حان الوقت للانسحاب. لا بأس أن تبتعد. لا بأس أن تحمي نفسك. فالصديق الحقيقي يضيف لك، لا يختزلك. يرفعك، لا يكسرك.
لا تكن وفيًا لمن يسلبك ذاتك. الوفاء الحقيقي هو لما يجعلك أفضل، أقوى، وأسعد.